تفاعل مع هذه الصفحة
المواضيع الأخيرة
أنت الزائر رقم
سلسلة آداب الفتى :الصاحب ساحب
صفحة 1 من اصل 1
سلسلة آداب الفتى :الصاحب ساحب
الصاحب ساحب
تأليف : صبري سلامة شاهين
دار بلنسية
---
بسم الله الرحمن الرحيم
المشهد الأول
عماد: هيا يا عبد العزيز .. هيَّا فقد حان الموعد.
عبد العزيز: والله يا عماد لا تطيب نفسي أن أذهب إلى ياسر.
عماد في تعجب واستنكار: لِمَ يا عبد العزيز؟.. لم؟!
عبد العزيز: ألم تلحظ على ياسر بعض التغيُّرات؟
عماد بدهشة: تغيُّرات؟!.. أيُّ تغيرات تعني يا عبد العزيز؟
عبد العزيز: لقد تغيَّرت أخلاق وسلوكيات ياسر بعدما تعرَّف على سعد وإبراهيم وأحمد.
عماد: من أجل ذلك لا بدَّ أن نذهب إليه ولا ندعَه لهم.
عبد العزيز: لقد فعلت معه الكثير، ونصحت له مرَّات ومرَّات، وهو كما هو.
عماد: لا تيئس يا عبد العزيز، فسوف نظلُّ نتابعه حتى يعود إلى رشده وصوابه.
عبد العزيز: المصيبة الكبرى أني رأيته اليوم يمشي معهم وهو يشرب الدخان.
عماد بحزن شديد وألم يعتصر قلبه: هذا الذي كنت أخاف منه، والحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به الله .. لا يا عبد العزيز، لن نتركه لهم.
عبد العزيز: إن كنت ترى أنَّ فيه فائدة أو ترجو من خلال علاقتك به إصلاحًا له فافعل، أما أنا فلن أذهب إليه.
عماد: يا عبد العزيز، لا تكن سلبيًّا إلى هذا الحد، فالحمد لله؛ ياسر فيه خيرٌ كثير، وإن كان استجاب لبعض نزعات الشيطان فهذا لا يعني انعدامه من الخير.
عبد العزيز: أنا لم أقل ذلك، ولكني لا أستطيع أن أراه ومعه هؤلاء الشباب الضائع.
عماد: لا يا عبد العزيز، لا ينبغي أن يكون موقفك هكذا.
عبد العزيز: لا يُكلِّف الله نفسًا إلاَّ وسعها، وليس في وسعي أن أفعل معه شيئًا.
عماد: في وسعك أن تفعل معه الكثير والكثير، ولا بدَّ أن تكون أداة خيرٍ وبناءٍ في المجتمع.
عبد العزيز: أرجوك يا عماد لا تلحّ عليّ.
عماد: يا أخي، كن من الذين يُصلِحون ما أفسد الناس.
عبد العزيز: هذه مقدرتي.
عماد: لا يا عبد العزيز أنا أعلم من نفسك أنك تقدر على إنقاذ ياسر من هؤلاء الشباب، ولكنَّ الشيطان يريد أن يثبط همَّتك ويُفوِّت عليك خيرًا كثيرًا.
سكت عماد قليلاً ثم تنهَّد وهو يقول:
- حسنًا .. هيا يا عبد العزيز، هيا يا أخي، بارك الله فيك.
وقع أقدام وعبد العزيز يتمتم بصوت خافت قائلاً:
- الله المستعان وعليه التكلان.
* * *
المشهد الثاني
طرق على الباب، وصوت ياسر من الداخل يتساءل:
- من الطَّارق؟
عماد: أنا عماد يا ياسر ومعي عبد العزيز .. افتح يا ياسر.
فتح ياسر الباب وقال لهما:
- تفضَّلا .. أهلاً وسهلاً.
عماد وعبد العزيز: السلام عليكم ورحمة الله.
ياسر: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
عماد: والله يا ياسر ما جاء بنا إليك إلاّ الحبُّ في الله والحرص عليك وحبُّ الخير لك.
عبد العزيز: ولا بدَّ أن تفهم يا ياسر أنَّ مجيئنا هذا ليس فيه أيَّة مصلحة لنا من قريبٍ أو من بعيد.
عماد: على رِسلك يا عبد العزيز .. صحيح ليس لنا مصلحة دُنيوية بقدر ما لنا من مصلحة تعود علينا جميعًا بالنفع والخير في الآخرة.
ياسر: اجلسا يا إخوان، لا داعي للوقوف هكذا.
يجلس الجميع، ثم يقول عماد:
ألم تسمع قول الله تعالى:
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي
ياسر: سامحك الله يا عماد، حكمت عليَّ بالظلم وجعلتني من الظالمين!
عماد: لا يا ياسر، أنا لم أقصد ذلك، ولكن خوفًا عليك أن تكون ممن يدخل تحت هذه الآية، عافاني الله وإياك.
عبد العزيز: يا ياسر،لم يقل عماد لك ذلك إلاَّ بعد أن رآك أكثر من مرَّة مع هؤلاء الأشرار الذين لا همَّ لهم إلاَّ تضييع الأوقات في الباطل وترك الفرائض والجرأة على معاصي الله.
ياسر: يا عبد العزيز، لو تركنا هؤلاء في معاصيهم وضلالهم فمن يُنبِّههم ويُذكِّرهم .. أنا تعرَّفت عليهم من أجل دعوتهم إلى الحقِّ وأن أُنكر عليهم المنكر.
عماد: لا تُغالط نفسك يا ياسر؛ فإنَّ هذا مدخل شيطانيٌّ خطير، أنت تُشاركهم في معاصيهم وتُجاريهم في باطلهم!
عبد العزيز: أليس كذلك يا ياسر؟.. بالله عليك أليس كذلك؟.. ألم أرَك اليوم مُمسِكًا السيجارة وعيني في عينك فلم أُسلِّم عليك؟
عماد: هذا من تلبيس إبليس، وعلى فكرة، اعلم أنَّ عدوى السيئات أشدُّ تأثيرًا وأقوى سريانًا من عدوى الحسنات.
عبد العزيز: صحيح ما قاله عماد يا ياسر، ففي الفترة التي تعرَّفت عليهم هل ترك أحد منهم التدخين يومًا واحدًا؟ بل أنت الذي شاركهم في باطلهم.
وقع أقدام من بعيد وصوت تسبيحٍ واستغفار.
عماد: يبدو أنَّ جدَّنا قد أتى.
عبد العزيز: حسنًا لقد جاء من يفصِّل لك الأمر ويوضِّح لك وجه الصواب.
يدخل الجد..
الجد: السلام عليكم ورحمة الله يا أحبابي.
الأولاد في صوت واحد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. أهلاً بالجدِّ الطيِّب المطيب.
الجد: هذا من حُسن أدبكم وكرم أخلاقكم يا أحفادي الأحباب.
عماد: ماذا تقول لمن ترك مصاحبة الأخيار وراح يُصاحب الأشرار؟
يجلس الجد ثم يقول:
أقول لمن وقع في هذا قول رسول الله : «المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم إلى من يُخالل».
ياسر: ولكن إذا صاحب الواحد منا الأشرار من أجل دعوتهم إلى الهدى وتبصرتهم بالحقّ؟
الجد: هذه نيَّةٌ طيبةٌ ومقصدٌ حسن، ولكنه مزلقٌ خطير؛ لأنَّ الغالب أن السيِّئ يؤثِّر في الطيب، وقد قيل: «الصاحب ساحب».
سكت الجد قليلاً ثم واصل قائلاً:
وصدق رسول الله القائل: «مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك: إمَّا أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة .. ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحًا خبيثة».
عماد: نعم، إنَّ الصديق السيِّئ والصاحب الفاسد شؤمٌ على صاحبه، وكم شاهدنا من أصدقاء وقعوا في بؤرة الفساد بسبب أهل الشرِّ والفساد.
عبد العزيز: نعم، ففي المدرسة معنا نماذج في غاية السوء، لقد فشلوا في الدراسة وصاروا وبالاً على أسرهم وأهلهم ومجتمعهم.
ياسر: هل يُفهم من ذلك أن نعتزل الناس ونبني حول أنفسنا أسوارًا ولا نلتقي بأحد؟
الجد: نعم يا ولدي، نعتزل أهل الشر، أمَّا أهل الخير فلا.
ياسر: لقد قال رسول الله : «المؤمن الذي يُخالط الناس ويصبر على أذاهم خيرٌ من المؤمن الذي لا يُخالط الناس ولا يصبر على أذاهم».
الجد: صحيح ما تقوله يا ياسر، ولكن خالط الناس واحذر أن تُدنِّس دِينك أو تُغضِب ربَّك أو تسوء أخلاقك.
عماد: والله يا جدِّي لقد رأيت بعض الشباب الذين كانوا يُحافظون على الصلاة، رأيتهم يلعبون الكرة والناس يُصلُّون، وعندما نهيتهم لم يعبئوا بكلامي ولم يسمعوا لنُصحي.
عبد العزيز: من أجل ذلك قال رسول الله : «لا تُصاحب إلاَّ مؤمنًا ولا يأكل طعامك إلاَّ تقيّ».
الجد: ومن أجل ذلك قال ربُّنا سبحانه وتعالى: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ * وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ.
***
تأليف : صبري سلامة شاهين
دار بلنسية
---
بسم الله الرحمن الرحيم
المشهد الأول
عماد: هيا يا عبد العزيز .. هيَّا فقد حان الموعد.
عبد العزيز: والله يا عماد لا تطيب نفسي أن أذهب إلى ياسر.
عماد في تعجب واستنكار: لِمَ يا عبد العزيز؟.. لم؟!
عبد العزيز: ألم تلحظ على ياسر بعض التغيُّرات؟
عماد بدهشة: تغيُّرات؟!.. أيُّ تغيرات تعني يا عبد العزيز؟
عبد العزيز: لقد تغيَّرت أخلاق وسلوكيات ياسر بعدما تعرَّف على سعد وإبراهيم وأحمد.
عماد: من أجل ذلك لا بدَّ أن نذهب إليه ولا ندعَه لهم.
عبد العزيز: لقد فعلت معه الكثير، ونصحت له مرَّات ومرَّات، وهو كما هو.
عماد: لا تيئس يا عبد العزيز، فسوف نظلُّ نتابعه حتى يعود إلى رشده وصوابه.
عبد العزيز: المصيبة الكبرى أني رأيته اليوم يمشي معهم وهو يشرب الدخان.
عماد بحزن شديد وألم يعتصر قلبه: هذا الذي كنت أخاف منه، والحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به الله .. لا يا عبد العزيز، لن نتركه لهم.
عبد العزيز: إن كنت ترى أنَّ فيه فائدة أو ترجو من خلال علاقتك به إصلاحًا له فافعل، أما أنا فلن أذهب إليه.
عماد: يا عبد العزيز، لا تكن سلبيًّا إلى هذا الحد، فالحمد لله؛ ياسر فيه خيرٌ كثير، وإن كان استجاب لبعض نزعات الشيطان فهذا لا يعني انعدامه من الخير.
عبد العزيز: أنا لم أقل ذلك، ولكني لا أستطيع أن أراه ومعه هؤلاء الشباب الضائع.
عماد: لا يا عبد العزيز، لا ينبغي أن يكون موقفك هكذا.
عبد العزيز: لا يُكلِّف الله نفسًا إلاَّ وسعها، وليس في وسعي أن أفعل معه شيئًا.
عماد: في وسعك أن تفعل معه الكثير والكثير، ولا بدَّ أن تكون أداة خيرٍ وبناءٍ في المجتمع.
عبد العزيز: أرجوك يا عماد لا تلحّ عليّ.
عماد: يا أخي، كن من الذين يُصلِحون ما أفسد الناس.
عبد العزيز: هذه مقدرتي.
عماد: لا يا عبد العزيز أنا أعلم من نفسك أنك تقدر على إنقاذ ياسر من هؤلاء الشباب، ولكنَّ الشيطان يريد أن يثبط همَّتك ويُفوِّت عليك خيرًا كثيرًا.
سكت عماد قليلاً ثم تنهَّد وهو يقول:
- حسنًا .. هيا يا عبد العزيز، هيا يا أخي، بارك الله فيك.
وقع أقدام وعبد العزيز يتمتم بصوت خافت قائلاً:
- الله المستعان وعليه التكلان.
* * *
المشهد الثاني
طرق على الباب، وصوت ياسر من الداخل يتساءل:
- من الطَّارق؟
عماد: أنا عماد يا ياسر ومعي عبد العزيز .. افتح يا ياسر.
فتح ياسر الباب وقال لهما:
- تفضَّلا .. أهلاً وسهلاً.
عماد وعبد العزيز: السلام عليكم ورحمة الله.
ياسر: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
عماد: والله يا ياسر ما جاء بنا إليك إلاّ الحبُّ في الله والحرص عليك وحبُّ الخير لك.
عبد العزيز: ولا بدَّ أن تفهم يا ياسر أنَّ مجيئنا هذا ليس فيه أيَّة مصلحة لنا من قريبٍ أو من بعيد.
عماد: على رِسلك يا عبد العزيز .. صحيح ليس لنا مصلحة دُنيوية بقدر ما لنا من مصلحة تعود علينا جميعًا بالنفع والخير في الآخرة.
ياسر: اجلسا يا إخوان، لا داعي للوقوف هكذا.
يجلس الجميع، ثم يقول عماد:
ألم تسمع قول الله تعالى:
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي
ياسر: سامحك الله يا عماد، حكمت عليَّ بالظلم وجعلتني من الظالمين!
عماد: لا يا ياسر، أنا لم أقصد ذلك، ولكن خوفًا عليك أن تكون ممن يدخل تحت هذه الآية، عافاني الله وإياك.
عبد العزيز: يا ياسر،لم يقل عماد لك ذلك إلاَّ بعد أن رآك أكثر من مرَّة مع هؤلاء الأشرار الذين لا همَّ لهم إلاَّ تضييع الأوقات في الباطل وترك الفرائض والجرأة على معاصي الله.
ياسر: يا عبد العزيز، لو تركنا هؤلاء في معاصيهم وضلالهم فمن يُنبِّههم ويُذكِّرهم .. أنا تعرَّفت عليهم من أجل دعوتهم إلى الحقِّ وأن أُنكر عليهم المنكر.
عماد: لا تُغالط نفسك يا ياسر؛ فإنَّ هذا مدخل شيطانيٌّ خطير، أنت تُشاركهم في معاصيهم وتُجاريهم في باطلهم!
عبد العزيز: أليس كذلك يا ياسر؟.. بالله عليك أليس كذلك؟.. ألم أرَك اليوم مُمسِكًا السيجارة وعيني في عينك فلم أُسلِّم عليك؟
عماد: هذا من تلبيس إبليس، وعلى فكرة، اعلم أنَّ عدوى السيئات أشدُّ تأثيرًا وأقوى سريانًا من عدوى الحسنات.
عبد العزيز: صحيح ما قاله عماد يا ياسر، ففي الفترة التي تعرَّفت عليهم هل ترك أحد منهم التدخين يومًا واحدًا؟ بل أنت الذي شاركهم في باطلهم.
وقع أقدام من بعيد وصوت تسبيحٍ واستغفار.
عماد: يبدو أنَّ جدَّنا قد أتى.
عبد العزيز: حسنًا لقد جاء من يفصِّل لك الأمر ويوضِّح لك وجه الصواب.
يدخل الجد..
الجد: السلام عليكم ورحمة الله يا أحبابي.
الأولاد في صوت واحد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. أهلاً بالجدِّ الطيِّب المطيب.
الجد: هذا من حُسن أدبكم وكرم أخلاقكم يا أحفادي الأحباب.
عماد: ماذا تقول لمن ترك مصاحبة الأخيار وراح يُصاحب الأشرار؟
يجلس الجد ثم يقول:
أقول لمن وقع في هذا قول رسول الله : «المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم إلى من يُخالل».
ياسر: ولكن إذا صاحب الواحد منا الأشرار من أجل دعوتهم إلى الهدى وتبصرتهم بالحقّ؟
الجد: هذه نيَّةٌ طيبةٌ ومقصدٌ حسن، ولكنه مزلقٌ خطير؛ لأنَّ الغالب أن السيِّئ يؤثِّر في الطيب، وقد قيل: «الصاحب ساحب».
سكت الجد قليلاً ثم واصل قائلاً:
وصدق رسول الله القائل: «مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك: إمَّا أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة .. ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحًا خبيثة».
عماد: نعم، إنَّ الصديق السيِّئ والصاحب الفاسد شؤمٌ على صاحبه، وكم شاهدنا من أصدقاء وقعوا في بؤرة الفساد بسبب أهل الشرِّ والفساد.
عبد العزيز: نعم، ففي المدرسة معنا نماذج في غاية السوء، لقد فشلوا في الدراسة وصاروا وبالاً على أسرهم وأهلهم ومجتمعهم.
ياسر: هل يُفهم من ذلك أن نعتزل الناس ونبني حول أنفسنا أسوارًا ولا نلتقي بأحد؟
الجد: نعم يا ولدي، نعتزل أهل الشر، أمَّا أهل الخير فلا.
ياسر: لقد قال رسول الله : «المؤمن الذي يُخالط الناس ويصبر على أذاهم خيرٌ من المؤمن الذي لا يُخالط الناس ولا يصبر على أذاهم».
الجد: صحيح ما تقوله يا ياسر، ولكن خالط الناس واحذر أن تُدنِّس دِينك أو تُغضِب ربَّك أو تسوء أخلاقك.
عماد: والله يا جدِّي لقد رأيت بعض الشباب الذين كانوا يُحافظون على الصلاة، رأيتهم يلعبون الكرة والناس يُصلُّون، وعندما نهيتهم لم يعبئوا بكلامي ولم يسمعوا لنُصحي.
عبد العزيز: من أجل ذلك قال رسول الله : «لا تُصاحب إلاَّ مؤمنًا ولا يأكل طعامك إلاَّ تقيّ».
الجد: ومن أجل ذلك قال ربُّنا سبحانه وتعالى: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ * وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ.
***
مواضيع مماثلة
» سلسلة آداب الفتى :التواضع أحب إلى
» سلسلة آداب الفتى :الفرض الدائم
» سلسلة آداب الفتى : سوف أحافظ على كرامتي
» سلسلة آداب الفتى :احذر السيف البتار
» سلسلة آداب الفتى :ماذا تعني الفتوة؟
» سلسلة آداب الفتى :الفرض الدائم
» سلسلة آداب الفتى : سوف أحافظ على كرامتي
» سلسلة آداب الفتى :احذر السيف البتار
» سلسلة آداب الفتى :ماذا تعني الفتوة؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 11 نوفمبر 2016, 3:39 am من طرف admin
» لماذا طلب داعي اليهود نظرة من رسول الله في رحلة المعراج
الخميس 25 فبراير 2016, 4:12 am من طرف طيف الخيال
» نبراس الصادقين والصالحين
الثلاثاء 08 ديسمبر 2015, 6:40 am من طرف طيف الخيال
» العقاب بالضرب في التربية الإسلامية
الخميس 19 نوفمبر 2015, 4:28 pm من طرف طيف الخيال
» مبدأ التدرج في العلاج
الثلاثاء 01 سبتمبر 2015, 11:28 am من طرف طيف الخيال
» أبو بكر الصديق تاج الأمة الإسلامية
الخميس 13 أغسطس 2015, 8:39 am من طرف طيف الخيال
» ما حكم بلع البلغم للصائم
الإثنين 29 يونيو 2015, 8:19 am من طرف طيف الخيال
» أركان الصيام
الخميس 18 يونيو 2015, 1:17 am من طرف طيف الخيال
» الرد على من انكر دعاء ليلة النصف من شعبان
الثلاثاء 02 يونيو 2015, 10:58 pm من طرف طيف الخيال
» هل أسري أو عرج برسول قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم
السبت 23 مايو 2015, 5:00 pm من طرف طيف الخيال
» ما المشاهد التي تستفيد منها الأمة في رحلة الإسراء
الأربعاء 13 مايو 2015, 7:31 pm من طرف طيف الخيال
» مشاهد المعنى فى الإسراء والمعراج
الجمعة 01 مايو 2015, 8:41 pm من طرف طيف الخيال
» معراج أبي يزيدالبسطامي
الأربعاء 22 أبريل 2015, 7:10 pm من طرف طيف الخيال
» كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بيته بساما ضحاكا
السبت 04 أبريل 2015, 7:58 am من طرف طيف الخيال
» هيئة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم النافلة
الجمعة 27 مارس 2015, 4:09 am من طرف طيف الخيال
» وسترا لعورات الأحبة
الأحد 15 مارس 2015, 12:19 am من طرف طيف الخيال
» ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﺍﻟﻌﻠﻨﻲ
الجمعة 06 مارس 2015, 1:37 pm من طرف admin
» كيف تتعامل مع من ينتقدك بمهارة
الجمعة 06 مارس 2015, 1:17 pm من طرف admin
» ﻛﻴﻒ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻳﻨﺘﻘﺪﻙ ؟
الجمعة 06 مارس 2015, 1:09 pm من طرف admin
» المراهقة والمراهقون
الأحد 28 ديسمبر 2014, 11:08 pm من طرف عبير المهبل