الشيخ الشعراوي يكتب : حتمية الحل الإسلامي (ج1)

عندما نتحدث عن الإسلام فإننا نتحدث عن منهج الله الذي رسمه سبحانه وتعالى للحياة في الأرض ، وهذا المنهج الذي لن يصلح الكون إلا إذا تم تطبيقه ، ذلك أنه لا يوجد أعلم من الله ، وأحكم من الله ليرسم لنا طريق الحياة الآمنة المطمئنة على الأرض ، وهو الذي خلق الإنسان وليس أدرى بالشيء من خالقه أو صانعه ، فهو الذي يضع له قانون تشغيله وقانون صياغته ليؤدي مهمته على أكمل وجه . . .

ولقد أراد الله سبحانه وتعالى ليفهمنا ذلك فجعل ذلك قانونا أرضيا لا تصلح الحياة إلا به : فإذا أخذنا التلفزيون مثلا فإن أول من يضع قانون تشغيله هو الذي اخترعه ، وهو يقول لك افعل كذا ، واضغط الزر رقم كذا ليعطيك الصورة ، ورقم كذا ليعطيك الصوت ، ثم يضع الصانع كاتالوجا مع الجهاز يدرسه المتخصصون ويرجع إليه الناس غذا فسد الجهاز وأرادوا إصلاحه فإذا ذهبت لتحضر نجارا أو حدادا ليصلح جهاز التلفزيون فإنه يفسده ، وإذا قلت ذلك للناس فإنهم يسخرون منك . .

والعجيب أن هؤلاء الذين يسخرون منك إذا فعلت ذلك لأي اختراع أو آلة فإنهم هم أنفسهم الذين يحاولون مقاومة تطبيق النظرية على الإنسان .

.فالله سبحانه وتعالى هو الذي خلق هذا الكون ، وخلق الإنسان ، ووضع القوانين التي تمضي بها الحياة كلها ، ولكن الناس تأتي لتحاول أن تفسد الكون بأن تضع له القوانين التي تروقها ، تماما كما تحضر الحداد أو النجار ليصلح جهاز التلفزيون ...

وهم بذلك يدعون - بل حياء- أنهم أعلم من الله بخلقه ! وأعلم من الله بأسرار خلقه ! وأعلم من الله بأسرار كونه !

فبدلا من أن يأخذوا قوانين الله الخالق والصانع يحاولون أن يضعوا هم القوانين ، فنرى القانون الروماني والقانون الفرنسي . . الخ .

حتمية الحل الإسلامي - من كتاب الشيخ الشعراوي في الحكم والسياسة - البقية في الجزء التالي بإذن الله عز وجل . . انتظرونا .